ندوة عن العلامة المحقق الدكتور عبدالرحمن بن سليمان العثيمين –رحمه الله

اقترحَ أكاديميون ومثقَّفون توسعة مؤسَّسة الشيخ محمَّد بن صالح العثيمين لتصبح مؤسَّسة آل العثيمين، بحيث تشمل ما قدَّمه الدكتور عبدالرحمن العثيمين –رحمه الله- في مجالات التُّراث والمخطوطات واللُّغة العربية، وما قدَّمه ويقدِّمه الدكتور عبدالله العثيمين –حفظه الله- في مجال التاريخ، بالإضافة إلى النشاط الأصلي للمؤسَّسة وهو العناية بتراث الشيخ العلاَّمة محمَّد بن صالح العثيمين -رحمه الله- في العلوم الشرعية. جاء ذلك في ندوةٍ علميَّة عن الدكتور عبدالرحمن العثيمين الذي وافته المنيَّة يوم الأحد 29 صفر 1436هـ الموافق 21 كانون الأوَّل (ديسمبر) 2014م، أدارها سعادة الأستاذ حمد القاضي، وشارك فيها كلٌّ من معالي الدكتور صالح بن حميد، ود. تركي بن فهد آل سعود، ود. محمَّد الفاضل، في يوم السبت 12 ربيع الأول 1436هـ الموافق 3 كانون الثاني (يناير) 2015م، في مجلس حمد الجاسر.
وقد افتتح الأستاذ حمد القاضي الندوة بالترحُّم على الفقيد الدكتور عبدالرحمن العثيمين رحمه الله، مبيِّنًا مكانته العلمية، ومستعرضًا بعض صفاته، وذكرياته مع الشيخ حمد الجاسر -رحمه الله- وارتياده لمجلسه ومكانته عنده، وقال إنَّ هناك شخصيات استثنائية متفرِّدة وأبو سليمان أحد هذه الشخصيات التي تُدهِش مَن يقابلها في أيِّ مكانٍ وزمان. ثمَّ أتاح المجال للمشاركين بعد التعريف بهم.
وتحدَّث معالي الدكتور صالح بن حميد، واصفًا الفقيد -رحمه الله- بأنَّه عُمْدة المحقِّقين، قائلاً إنَّ شخصيَّته العلميَّة والسلوكيَّة تمتاز بالوضوح، وإنَّ دوحة العلم وصدق العلاقة يجمعانه بمن حوله من الـجُلَساء والمحبِّين للعلم، وقد تشرَّب محبَّةَ العِلْم وسَلَكَ مَسَالك أهله، لا يطلب به منصبًا ولا يتطلَّع إلى جاه، ينشر الحقَّ وينفع الـخِلّ من بحر علمه وميدان خبرته الفسيح، ويُرشِد كلَّ متعلِّم إلى مَشْرَبه حتى عَلِمَ كلُّ واردٍ منهم مَشْرَبَه في علم المخطوطات ومَحَافلها، وأعلام التَّراجم وطبقاتها، وأحداث التاريخ ومتعرِّجاتها، وعِلْم الأنساب ومَعَالمه، وهو كريمٌ مِضيافٌ حيثما حلَّ؛ فبيتُهُ مفتوحٌ لجموع الوافدين من العلماء والطلاَّب من غير تكلُّف، فسيماه التبسُّط والتواضع.
ثمَّ تحدَّث الدكتور تركي بن فهد آل سعود، فتناول الجانب التاريخي واهتمام الدكتور العثيمين بفهرسة طبقات الحنابلة والتي تحوَّلت إلى معجم، فوضعَ الترجمات على بطاقاتٍ لو أخرجها لوصلت إلى 20 مجلَّداً بفضل اهتمامه بها. وأشار إلى تميُّز العثيمين ودقَّته في التحقيق والدِّراسات التاريخية، ومَن يقرأ مقدِّماته للتحقيقات يجد ذلك ماثلاً. وقال إنَّه أكثرُ مَن أفاده في مجال التاريخ، وإنَّه شاركه في عملٍ لم يكتمل بسبب مرض العثيمين قبل وفاته رحمه الله. وأضاف أنَّ الدكتور العثيمين كان يحرص على توفير الـمَرَاجع والمخطوطات لكثيرٍ من الطلاَّب ويشتري لهم من ماله الخاص.
ثمَّ تحدَّث الدكتور محمَّد الفاضل، فأشار إلى عناية الدكتور العثيمين –رحمه الله-  بالتاريخ الإسلامي وتاريخ المملكة الحديث وعلم الأنساب، ودَوْره في خدمة موضوع طبقات الحنابلة والمخطوطات بشكلٍ عام، وعنايته بموطَّأ الإمام مالك، وبالأدب والشِّعر العربي روايةً وحفظًا كالمعلَّقات وغيرها من عيون الشعر الجاهلي والإسلامي، والشِّعر العامِّي المرتبط بتاريخ المملكة وحوادثها. ثمَّ تحدَّث عن ذكرياته معه في مَجَالسه ورحلاته العلميَّة الداخلية والخارجية، ومنها إلى مصر وتركيَّا والكويت والشارقة وغيرها، التي كشف فيها كثيرًا من أسرار مُعاناته مع المخطوطات وشغفه بها.
ثمَّ فُتِحَ المجال في نهاية النَّدوة للمشاركين من طلاَّب العلاَّمة الرَّاحل ومُحبِّيه وزملائه، للحديث عن مَآثره وعن ذكرياتهم ومواقفهم معه.