الأديب عبدالرحمن العبيّد .. سيرةٌ ومسيرة

استعرض الأستاذ مسعود المسردي القحطاني سيرة ومسيرة الأديب عبدالرحمن بن عبدالكريم العبيّد، رحمه الله، رئيس مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي الأسبق، وأحد شعراء الوطن الكبار، ممن أثروا الساحة الثقافية في الصحافة والشعر والتأليف. جاء ذلك خلال محاضرة ألقاها في مجلس حمد الجاسر، وأدارها الأستاذ سعد المطرفي، يوم السبت 11 صفر 1440هـ، الواقع في 13 تشرين الأول (أكتوبر) 2018م . وافتتح المحاضر ورقته بالتعريف بشخصية العبيّد، الذي وُلد في السابع عشر من شهر ذي الحجة عام 1353هـ / 1932م في مدينة الجبيل الوادعة على شاطئ الخليج العربي في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، ويرجع أصله إلى بلدة الفرعة الواقعة بين مدينتي شقراء وأشيقر في إقليم الوشم بنجد. وقد أمضى العبيّد جزءًا من طفولته في الجبيل، وفي عام 1361هـ التحق بالمدرسة الأميرية، وفيها تعلم مبادئ القراءة والكتابة ومبادئ العلوم وفق المنهج المتبع آنذاك، وفي عام 1367هـ استدعاه والده الذي كان يقيم في شقراء بنجد، فقطع دراسته وتوجه إلى هناك، واستأنف دراسته النظامية بها، حيث دخل مدرستها الابتدائية عام 1367هـ، وتوجَّه إلى الوظيفة الحكومية، فعمل في إدارة الموانئ في مرفأ الجبيل كاتبًا ثم رئيسًا من عام 1371هـ حتى عام 1377هـ، وعمل أيضًا في خفر السواحل، وفي إدارة التعليم، ثم ترك العمل الحكومي وعاد إلى الأعمال التجارية؛ إذ افتتح مكتبة لبيع الكتب والمجلات والجرائد في الجبيل باسم المكتبة الثقافية؛ ثم انتقل إلى الدمام، فكانت تجارته هناك أرحب وأوسع. ثم تحدث المحاضر عن بوادر نبوغ العبيّد وميله إلى العلم والأدب؛ حيث بدأت رحلته مع الشعر منذ أن كان عمره 14 عامًا، وصدر له ديوانان؛ هما: «في موكب الفجر»، و«يا أمة الحق». وصدر له عام 1433هـ ديوان ثالث بعنوان «فيض من الحب». وعرَّج المحاضر على الحديث عن التحاق العبيّد بالعمل الصحفي كاتبًا، ثم أُسندت له مهمة إدارة تحرير جريدة أخبار الظهران عام 1381هـ، التي استمرت في الصدور حتى صدر نظام المؤسسات الصحفية. وأشار المحاضر إلى أن العبيد من جيل الرواد الذين اتجهوا للتأليف في وقت مبكر جدًا، حيث صدر له أول كتاب بعنوان: «الأدب في الخليج العربي» عام 1377هـ، وهو في العشرينات من عمره، ثم تتابعت إصدارته حتى بلغت سبعة كتب وثلاثة دواوين شعرية. واختتم الأستاذ مسعود المسردي القحطاني محاضرته بالحديث عن العبيّد الداعية، واهتمامه بنشر الكلمة الطيبة والدعوة إلى الله في أغلب ما يكتب من شعره ونثره، وملازمته لأهل العلم، وسفراته داخل البلاد وخارجها للدعوة، كما ذكر أنه كان يلقي الخطب والمواعظ في أحد جوامع مدينة الدمام، واستمر على ذلك النهج محبًا للدعوة وداعيًا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، زاهدًا في حطام الدنيا حتى وافته المنية يوم الاثنين الثالث عشر من شهر صفر لعام 1432هـ، بعد أن سخّر حياته لخدمة دينه ووطنه وقضايا أمته بالكلمة الطيبة، والشعر الهادف.