د. البقاعي يقدِّم رؤية جديدة للغة القرآن

كشف الدكتور محمد خير البقاعي في محاضرة ألقاها بأن اللغة العربية سميت بذلك الاسم لأنها أقرب لغة للسان العربي الأصلي الذي نزل به آدم، وأن العربية الأولى غُيبت من الذاكرة وما بقي هو ما انحدر منها، واستعرض العديد من الكلمات التي تكررت في القرآن في مواطن كثيرة مثل كلمة "مبين" التي وردت في 84 موضعاً بـ 36 سورة، لم يجد لها أي ذكر في أدب العصر الجاهلي، جاء ذلك في محاضرة ألقاها في مجلس حمد الجاسر بعنوان "رؤية جديدة للغة القرآن" وأدارها الدكتور عبدالعزيز الخراشي يوم السبت 24 محرم 1439هـ الموافق 14 تشرين الأول "أكتوبر" 2017م. وأشار د. البقاعي بأنَّ الفينيقيين خرجوا بسرٍّ مقدَّس من جزيرة العرب وهو الأبجدية؛ حيث وضعوا الأبجدية الأولى من العربية وأخذها منهم اليونانيون، مستشهداً بقول أبي التاريخ هيرودوت "إن العرب هم الذين علَّموا الإغريق الكتابة، والكلمات العربية في اللغات اليونانية واللاتينية كما جاء في "رحلة الكلمات العربية". وتحدَّث عن اللغات السامية "العروبية" والعربية الأولى والفرق بين اللهجة واللغة مشيرًا إلى أن المتداول في مختلف الدول العربية وما يسمى بالعامية لغات وليست لهجات، موضحاً بأن اللغة العربية الأولى في اللغة الأوغاريتية واللغة العروبية الأولى التي انحدرت منها العبرية والآرامية (السريانية) والبابلية والكنعانية والفينيقية والمصرية القديمة (الهيرو غليفية) والحبشية (الجعزية) عاميات تحولت إلى لغات، والمعلقة العربية الأولى محلمة جلجامش، وأن القرآن لا يستمد شرعيته من الشعر الجاهلي ولا من النحو العربي. وأوضح بأنَّ اللغة العروبية الأم هي لغة القرآن، وأقرب لغة من العاميات التي انحدرت منها إليها هي لغة الشعر الجاهلي التي لا يُعرف شيئاً عن بنيتها وطرق تعبيرها بسبب غياب القطع المادية من تلك المقيدات أو المدونات. وقال في ختام المحاضرة بأن القطيعة اليوم مع لغة القرآن تبدو جلية في النظامين (التسمية، والاتصال) البناء الصوتي والصرفي والنحوي والتركيبي والجانب المعنوي في التصوير والمجاز، وأبدى تخوفه من أن تتحول لغة القرآن إلى لغة طقوسية تتلى في أماكن العبادة أمام طغيان اللغات العامية التي تعبر بقواعد ودلالات مختلفة؛ ثم فُتح المجال للمداخلات والأسئلة التي تفضل بالرد عليها.