السبعون من العمر في حقول الشعراء

أشار الدكتور محمود عمار إلى أن قضية العمر أرقت الإنسان مستعرضاً نماذج من الشعراء الذين استشهدوا بالسبعين من العمر كنهايات موضحاً بأن هذا العقد ترتفع فيه الحساسية، مع قرب النهاية لهذا تأتى الشكوى والأنين وكلمات الوداع والتوبة في قصائد معظم الشعراء، جاء ذلك في محاضرة ألقاها في مجلس حمد الجاسر بعنوان: "السبعون من العمر في حقول الشعراء" وأدارها الدكتور سالم السميري، وذلك يوم السبت 5 جمادى الآخرة 1438هـ الموافق 4 مارس 2017م. واستعرض المحاضر أبياتاً للدكتور عبدالعزيز خوجه، والفرزدق والبردوني وحسين سرحان وشوقي والقصيبي، في ذكر الأربعين والخمسين والستين والسبعين من العمر، موضحاً أن الأربعين هو سن الكمال البشري وأجمل مراحل العمر للرجال والنساء، حيث تمثل الأربعون ما يطلق عليه منتصف العمر، فيموت الطفل الذي بداخلنا وتذوي الدهشة التي رافقتنا في المراحل السابقة، وقد اتخذت الكثير من الثقافات الأربعين علامات فارقة. وأشار المحاضر إلى أن الشعراء يتكاثرون في الخمسين، فقد رجحت إحدى كفتي الميزان على الأخرى وأصبح الشاعر أدنى إلى الطرف الآخر، ولكن في الزمن فسحة، والبنية قوة، وفي الأجل متنفس، ولهذا كانت أشعارهم أقرب إلى الصناعة الفنية وإبداء البراعة في القول، ومجاراة غيرهم في هذا المجال. وركز على السبعين في قصائد الشعراء وفي الثقافات المختلفة أيضاً حيث عدّ الرقم سبعة محورياً والسبعين نهايات، مستشهداً بقول ابن عطية جعل الله السبعمائة والسبعة والسبعين مواقف نهايات لأشياء وعظام مستشهداً بآيات الجمع، والأحادث والأمثال الاجتماعية، حيث يعد كثير من الناس أن العقد السابع من العمر بداية النهاية في الحياة، وأعلى درجات السلم، فلا يدري بعده هل تدور دورة لعقود فيدرك دورة العقد الثامن أو تكون تلك نهايته، حيث تضيق الطريق، وتتحدد النهاية وتقترب، فيلملم أوراقه ويودع رفاقه، وقد بهتت الدنيا في عينيه، وفقدت الكثير من بريقها وجمالها وبعضهم يقف على هذه القمة وقفة المتأمل أو وقفة المودع وتعد السبعين فاصلة زمنية مهمة في حياة الإنسان. وقد أصدر كثير من الأدباء والمفكرين كتباً تقص حياتهم عند بلوغهم السبعين، وأُصدرت عنهم، واحتفل ببلوغ بعضهم السبعين، فيدونون خبراتهم وتجاربهم، ويقصون سعادتهم وشقاءهم، ويلتفتون وراءهم إلى تاريخ ممتد عداده (364) أسبوعاً أو (255) يوماً أو أعداد مضاعفة من الساعات، ماذا أنجز فيها؟ وما التحولات التي طرأت عليه وعلى مجتمعه، ويقوّم التجربة ويقدم النصائح، وقال بأن الرقم سبعة أيضاً وما يتفرع عنه انفرد بالشهرة دون غيره من الأعداد، وهو الأكثر انتشاراً وتداولاً وتوظيفاً في تواريخ الأمم القديمة ويدخل في حركة الكون وتقسيم الفلك، ويكثر في عقائد الشعوب وعاداتهم الاجتماعية.