ندوة في "مجلس حمد الجاسر" عن سيرة الدكتور عبدالرحمن الشبيلي العِلْمية والعَمَلية
نظَّم مركز حمد الجاسر الثقافي ندوة عِلْمية بعنوان "جوانب من سيرة الدكتور عبدالرحمن الشبيلي العِلْمية والعَمَلية"، في "مجلس حَمَد الجاسر" في "دارة العرب" بالرياض، يوم السبت 21 جُمادى الأولى 1438هـ الموافق 18 شباط (فبراير) 2017م، شارك فيها كلٌّ من الدكتور محمَّد الهدلق والدكتور عبدالعزيز بن سلمة، وأدارها الدكتور عبدالعزيز المانع. وجاءت هذه الندوة بمناسبة تكريم الشبيلي من قِبَل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بالجنادرية بوسام الملك عبدالعزيز.
وافتتح الندوةَ مديرُها الدكتور عبدالعزيز المانع بتهنئة الدكتور الشبيلي، ثم تحدَّث الدكتور محمَّد الهدلق عن بداياته مع الشبيلي عندما كانا يدرُسان في كلِّية الآداب بجامعة الملك سعود، وعن التحاق الشبيلي بعد تخرُّجه بوزارة الإعلام، وابتعاثه إلى الولايات المتحدة الأمريكية وحصوله على الماجستير في الإعلام من جامعة كانساس في عام 1389هـ/1969م، ثم على الدكتوراه في عام 1391/1971م في الإعلام أيضًا من جامعة أوهايو، وكان موضوع الرسالة "الإعلام في المملكة العربية السعودية"، وتطرَّق إلى زمالته له في العمل بالجامعة، ثم في اللِّجان التنفيذية والعِلْمية بمركز حمد الجاسر الثقافي، وسلَّط الضوءَ على نتاجه العِلْمي في مجال تاريخ الإعلام والأعلام والسِّيَر والتراجم.
وركَّز الهدلق على إسهامات الشبيلي في تأسيس إذاعة وتلفزيون الرياض، إذ عمل مديرًا عامًّا للتلفزيون خلال الفترة من 1391-1397هـ، وهو عضو المجلس الأعلى للإعلام، بالإضافة إلى عمله أستاذًا في جامعة الملك سعود، وتولِّيه وكالة وزارة التعليم العالي للشوون الفنِّية، وتعيينه عضوًا في مجلس الشورى لثلاث فترات، وتحدَّث عن اشتراكه معه إلى جانب عدد من الخبراء في وَضْع الخطة الـخَمْسية لوزارة التعليم العالي عام 1404هـ إذ رَأَسَ الشبيلي الفريق، وأوضح الهدلق النَّهْج المتميِّز للشبيلي في الإدارة.
ثم فصَّلَ في مؤلَّفات الشبيلي ونِتاجه العِلْمي، فمن مؤلَّفاته في مجال الإعلام: الإعلام في المملكة العربية السعودية؛ نَحْو إعلام أفضل؛ صفحات وثائقية من تاريخ الإعلام في الجزيرة العربية؛ أعلام وإعلام، الملك عبدالعزيز والإعلام، أعلام بلا إعلام؛ الراحلون من روَّاد الإعلام؛ سوانح وأقلام؛ في السياسة والثقافة والإعلام. ومن مؤلَّفاته في غير الإعلام: فيصل بن عبدالعزيز أميرًا وملكًا؛ صالح العبدالله الشبيلي؛ محمَّد الـحَمَد الشبيلي؛ محمَّد بن جبير؛ حَمَد الجاسر؛ مساعد بن عبدالرحمن؛ خالد بن أحمد السديري؛ عبدالله بن خميس؛ إبراهيم العنقري؛ عُنَيْزة وأهلها في تراث حَمَد الجاسر؛ الصحفي والرحَّالة والمفكِّر الإسلامي محمَّد أسد؛ خالد الفَرَج؛ عبدالرحمن أبا الخيل: وفاءٌ لوفاء.. كما أنَّ له عددًا من المحاضرات والندوات وله العديد من المشارَكات في المؤتمرات.
كما تحدَّث عن عناية الشبيلي بتُراث الشيخ حَمَد الجاسر، بما في ذلك الكتب التي تشكَّلت من دراسات ومقالات للشيخ الجاسر نَشَرَها في المجلات والصُّحُف وتولَّى مركز حمد الجاسر الثقافي جَمْعها، وسينشُرها هذا العام، وقد تولَّى الدكتور الشبيلي مراجعتها والتعليق عليها، وهي: دراسات وبحوث في تاريخ الملك عبدالعزيز؛ من أحاديث السِّيَر والتراجم (في جزأين)؛ في الرثاء وسِيَر المرثيِّيْن.
واختتم الدكتور الهدلق بالحديث عن الجوانب الإنسانية والاجتماعية لدى الدكتور الشبيلي، وتميُّزه بلُطْف الـمَعْشَر، ودماثة الـخُلُق وكَرَم النَّفْس واليد ولِيْن الجانب، إضافةً إلى سعيه الدائم في قضاء حوائج الناس، ووَصَفَهُ بأنه شخص منظِّم لوقته وحياته، وهذا ما مكَّنه من إنجاز تلك الإصدارات القيِّمة.
كما تحدَّث الدكتور عبدالعزيز بن سلمة -وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الخارجية- عن بداياته الأولى مع الدكتور الشبيلي عندما كان طالبًا تتلمذ على يد الشبيلي في الجامعة حيث كان أستاذًا له في مادَّة "الإعلام السعودي"، ثم عن الاشتراك في العديد من الأعمال بعد تقلُّد الشبيلي للعديد من المناصب، وركَّز على تواضُعه وفن تعامُله مع الآخَرين، وأنه كان أنيقًا في مظهره، هادئًا دون برود، تسبقه مكانة اجتماعية تتمثَّل في معرفة الجميع بأنه أوَّل سعودي يحصل على الدكتوراه في مجال الإعلام، وأنه كان مديرًا عامًّا للتلفزيون، وقَبْل هذا كان مذيعًا لامعًا ومقدِّمًا لبرامج حوارية، ووَصَفَه بأنه رجل معرفة وأسلوب علمي، ذو تجربة ثريَّة لَصِيْقة بمواضيع المحاضرات التي كان يُلقيها أمام الطلاب، مثل حديثه عن بعض التطوُّرات في مسيرة الإعلام وخصوصًا التلفزيون السعودي عند تحوُّله من البث الأبيض والأسود إلى البث الملوَّن الذي انطلق يوم عيد الفطر عام 1396هـ (الرابع والعشرين من شهر أكتوبر 1976م).
وأشار بن سلمة إلى أنه على الرغم من عضوية الشبيلي بمجلس الشورى لثلاث دورات متتالية وعضويته في المجلس الأعلى للإعلام، إلا أنَّ رُبع القرن الأخير شهد عطاءً علميًّا وثقافيًّا غزيرًا للدكتور الشبيلي اتَّخذ ثلاثة مسارات، الأول: الإنتاج العِلْمي والثقافي المطبوع من خلال عدد من الكُتُب التي تناولت مختلف قضايا الإعلام السعودي، والثاني: عشرات المحاضرات والمشارَكات في الندوات، ممَّا يحتاج حَصْرُه إلى سِفْر أو سِفْرَيْن، والثالث: الإسهام في الكتابة في الصُّحُف حول أحداث وظواهر محلِّية وشخصيات سعودية، بقلم مثقَّف متابِع وعارف بأهمِّيتها وقَدْرها.
وفي الختام فُتح المجال للمداخَلات والمشارَكات التي أثنى فيها المشارِكون على الدكتور الشبيلي وباركوا تكريمه.