بحضور القنصل الياباني الأحمدي يتحدث عن "ثقافة الصحراء في اليابان"
تحدَّث الأستاذ عبدالرحيم الأحمدي عن ثقافة الصحراء، والجائزة التي نالها في اليابان في مهرجان ثقافة الصحراء، مستعرضًا قصة التطور الحضاري من البادية إلى الحضر، والدور الياباني في إبراز هذه الثقافة والمتمثل بدور السيدة موتوكو كاتاكورا رئيسة التراث والمورث في مدينة آرا. جاء ذلك في مجلس حمد الجاسر بحضور القنصل الياباني، مساء السبت 13/9/1437هـ (18/6/2016م)، وقد أدار المحاضرة الأستاذ محمَّد القشعمي الذي قدَّم المحاضرَ واستعرض سيرته الذاتية ودوره في تعزيز ثقافة الصحراء، وجائزة "الراحة" التي حظي بها مؤخرًا في اليابان.
وأشار المحاضر إلى أنه دُعيَ في العام الماضي لحضور افتتاحية مؤسَّسة تحمل اسم "ثقافة الصحراء"، وقصة هذه المؤسَّسة بدأت من السيدة موتوكو كاتاكورا رئيسة التراث والمورث في مدينة آرا، والتي لها أبحاث وكتب كثيرة، منها عن المدن الإسلامية وعن البلاد العربية بشكلٍ عام. وأشار إلى أنه تعرَّف إليها عام 1967م عندما كان زوجها سكرتيرًا ثالثًا في السفارة اليابانية في جدَّة، وكانت تنوي البحث في قرى فاطمة القريبة من جدَّة بعد تعرُّفها إلى الأهالي، وكانت شديدة الصبر دؤوبةً في العمل، وكان من الصعب جدًّا أن تدخُل امرأة أجنبية وغير مسلمة إلى هذا المجتمع، لكنها كانت ترتدي الحجاب وتتعامل بروح شرقية وآداب إسلامية، وتمكَّنت من اكتساب محبة الأهالي وحضرت أنشطتهم في المزارع وتسويق إنتاجهم، وحضرت أفراحهم وجلساتهم، وشاركتهم في كثير من الأعمال لتتعرَّف إلى ثقافة الصحراء وتُبدع أخيرًا بحثًا تعمَّقت فيه الباحثة في العلاقات الاجتماعية للأهالي، وأخرجت الكتاب بعد أن نالت عليه درجة الماجستير، وتُرجم إلى الإنجليزية إذ قامت شركة "موبيل" بالترجمة وطبعه المرحوم محمَّد صلاح الدِّين الإعلامي المعروف في جدَّة، وانتشر هذا الكتاب وأصبح مرجعًا مهمًّا في مجال الأنثروبولوجيا والاقتصاد والاجتماع.
وبيَّن المحاضر أنه شارك معها في هذا البحث خطوةً بخطوة، وحين عادت بعد مرور 30 سنة لتتابع التطورات التي حدثت في الوادي -حيث البلاد سريعة التغيُّر- ذهبت إلى القرية وذهب معها المحاضِر، فوجدت أنها تغيَّرت وأنَّ المنازل تبدَّلت إلى فلل، والطرقات إلى شوارع معبَّدة، والكهرباء دخلت إلى القرية، لكن المؤلِّفة افتقدت شيئًا مهمًّا وهو حركة الناس بين المنازل والمزارع.
وكانت قد أوصت البرفسورة بإنشاء جائزة تُسمَّى "جائزة الراحة"، وقال المحاضر إنه فوجئ برسالة من المؤسَّسة (التي يُشرف عليها مجموعة من الأكاديميين وأصحاب الدرجات العليا في العلم والمعرفة) بأنَّ الجامعة تكرِّمه هذا العام وتمنحه "جائزة الراحة".
وتطرَّق المحاضر إلى موضوع الاهتمام بالنخل وتزيين الميادين به، مبيِّنًا أنه اهتمامٌ برمزيةٍ لها مكانتُها وجماليتها، وأنَّ ثقافة الصحراء أنتجت مبدعين وضوابط اجتماعية غرست الوطنية الحقَّة.
واختتم محاضرته بقصيدة بدوية يصف فيها موسمًا من مواسم الربيع، والجو الحضاري المدني، والتعامُل مع الطبيعة.