ندوة عن الدكتور عبدالله بن يوسف الشبل رحمه الله
أقام مجلس حمد الجاسر ندوةً عن الأستاذ الدكتور عبدالله بن يوسف الشبل رحمه الله، الذي وافته المنيَّة في يوم الاثنين 4/7/1437هـ (11/4/2016م)، شارك فيها كلٌّ من الدكتور محمَّد الربيع، والدكتور عبدالرحمن العريني، وأدارها الدكتور إبراهيم التركي، وذلك يوم السبت 23/7/1437هـ (30/4/2016م).
وقد افتتحها الدكتور إبراهيم التركي -مدير الندوة- بالحديث عن الدكتور عبدالله الشبل وصفاته النبيلة الكامنة في إنسانيته وطِيْبته وهيبته وهدوئه، ولُطْفه في التعامل، وتواضُعه وشموخه، وخطِّه الجميل، وأسلوبه المتميِّز في الحديث، وإنجازاته، وعن المواقع المتعدِّدة التي تولَّى مسؤولياتها، وذكرَ أنه مؤرِّخ نسَّابة حافظ للقرآن عالِم بالحديث والتفسير، نزيهٌ نقيّ، وصاحب المدرسة التي أسماها الدكتور عبدالرحمن الشبيلي "الإدارة بالأخلاق".
ثم استعرض المشارك الأول في الندوة الدكتور محمَّد بن عبدالله الربيع سيرة الفقيد بشكل مُوجَز، مركِّزًا فيها عن "عبدالله الشبل -رحمه الله- الإداري والإنسان"، متحدِّثًا عن الشبل الإنسان المتواضع، صاحب القلب الرحيم، وعن بداية معرفته به في العام 1391هـ، وتحدَّث عن مفاتيح شخصية الشبل وأسلوبه الحكيم في التعامل مع الآخَرين، فذكرَ من صفاته الأناة والرويَّة وعدم الاستعجال في الـحُكْم على الأمور أو اتخاذ القرارات المتسرِّعة، وكذلك التواضع والحِلْم والبُعْد عن الغرور والتَّعالي، إذ إنه لم يسمعه يومًا رفعَ صوتَهُ على موظَّف أو مُراجِع، واستعرض قصصاً مؤثرة تدلُّ على نُبْل الفقيد وعطفه على العاملين معه.
وقال إنَّ الشبل متعدِّد المواهب والمعارف، لم يحصر نفسَه في التاريخ، فهو ذو ثقافة شرعية عالية ومعرفة إدارية متميِّزة، إذ أشرَفَ وتابع إنشاء المدينة الجامعية لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وهي على أحدث طراز عالمي، أشرَفَ عليها منذ أن كانت المدينة فكرةً ثم تخطيطاً أكاديميًّا ثم تخطيطًا هندسيًّا وعمرانيًّا ثم تنفيذًا ومتابعةً. واختتم الدكتور الربيع حديثه بسَرْد العديد من الصفات التي تعلَّمَها من الفقيد رحمه الله.
كما افتتح المشارك الثاني الدكتور عبدالرحمن العريني مشاركته بالحديث عن اهتمام الشبل وعنايته بالتاريخ، وعلاقته بالدكتور عبدالله العثيمين رحمهما الله، ومسيرتهما وتشارُكهما في العديد من الأعمال.
وأشار د. العريني إلى أنه يُعِدُّ حاليًّا كتابًا عن الدكتور عبدالله الشبل بدأه خلال حياة الفقيد، بعد رَفْضه –رحمه الله- الكتابة عنه، وبعد الإصرار على ذلك قَبِلَ أخيرًا بأنْ يكتب د. العريني عنه هذا الكتاب الذي يُسلِّط فيه الضوء على سيرته ومسيرته العلمية.
كما تحدَّث عن بدايات الشبل الأولى في التعليم، وتدرُّجه في السلَّم الأكاديمي، وقدَّم كلماتٍ مُوجَزة عن مؤلَّفاته ومشارَكاته في المؤتمرات والندوات والاتحادات، وعن كَرَمِه مع المثقَّفين والكتَّاب، والجوائز التي نالها، ومدى إنسانيَّته في تعامُله مع طلابه، ثم سردَ في ختام مشاركته العديد من قصائد الرثاء التي قيلت في الفقيد رحمه الله.
ثم تُرك المجال للأسئلة التي تفضَّل المشاركان بالردِّ عليها، والمداخَلات التي استعرض فيها المتحدِّثون ملامح من سيرة الفقيد وذكرياتهم معه، كما شكر نَجْلُه عبدالعزيز الشبل الحاضرين ومركز حمد الجاسر الثقافي والقائمين عليه لتخصيصهم هذه الندوة عن والده، وشكرَ المشاركَيْن في الندوة ومديرَها، منوِّهًا إلى أنه يعمل بمقتَرَحات أصدقاء والده بشأن مكتبته ومستقبلها، وأنهم يقومون حاليًّا بفَرْزها وتصنيفها.