"العلاقات الثقافية بين المملكة وكوريا الجنوبية"
استعرض الدكتور تركي بن فهد العيَّار، الملحَق الثقافي السابق لدى كوريا الجنوبية وأستاذ الصحافة حاليا بجامعة الملك سعود ، مسيرة التعاون الثقافي بين البلدين، في محاضرةٍ ألقاها في مجلس حمد الجاسر بعنوان: "العلاقات الثقافية بين المملكة العربية السعودية و جمهورية كوريا الجنوبية"، يوم السبت 2 رجب 1437هـ /9 نيسان (أبريل) 2016م، وأدارها الدكتور إسحاق السعدي.
وقد بدأ المحاضِر بالحديث عن العلاقات الدبلوماسية بين المملكة وكوريا الجنوبية، التي بدأت عام 1962م، وكانت علاقات متميِّزة تجسَّدت بتفعيل التعاون الثقافي والتعليمي بين البلدين، إذ بدأت الملحَقية الثقافية السعودية بعد انشاءها عام 2009م بزيادة أعداد الطلبة والطالبات السعوديين المبتعَثين إلى كوريا الجنوبية من 55 طالبًا وطالبة عام 2007م إلى 500 طالبًا وطالبة عام 2013م، وتركَّزَ التوسُّع في التخصُّصات الهندسية بأنواعها الكهربائية والإلكترونية والمعمارية والميكانيكية وهندسة الحاسوب، بالإضافة إلى الطب والكيمياء وتقنية المعلومات والتجارة الإلكترونية والتسويق، وأُدخِلَ برنامج الدكتوراه في البعثة.
ثم تحدَّث عن آليات العمل الثنائي المشترَك بين البلدين في تجسيد العلاقات الثقافية، من تنظيم الزيارات لمديري الجامعات الكورية إلى المملكة، وزيارات الجامعات السعودية الحكومية كجامعة الملك سعود وجامعة الإمام محمَّد بن سعود الإسلامية في الرياض، وجامعة الملك عبدالعزيز في جدَّة، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران، وكذلك الجامعات الأهلية كجامعة الأمير سلطان وجامعة اليمامة، وزيارة المراكز البحثية في المملكة كمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، بالإضافة إلى المدن العلمية والاقتصادية كمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية بجدَّة، والالتقاء بمديري هذه الجامعات ووكلائها وعمدائها، وبمعالي وزير التعليم العالي ووكلاء الوزارة آنذاك .
و تنظيم الزيارات بين كبار المسؤولين في وزارة التعليم العالي بين البلدين أبرزها زيارة معالي وزير التعليم العالي د. خالد العنقري على رأس وفد إلى كوريا عام 2010م.
كما أشار إلى الاهتمام بتنظيم الزيارات للطلبة الكوريين المتميِّزين دراسيًّا للالتقاء بنظرائهم من الطلبة السعوديين في أبرز الجامعات السعودية لتبادُل الخبرات والمعلومات، وأيضاً تنظيم زيارة المسؤولين والوزراء وتنظيم الزيارات لوفود طلابية من الجامعات السعودية، وتنظيم وتبادل الزيارات بين أساتذة الجامعات بهدف التدريس والبحث، وتقديم مِنَح دراسية من المملكة للطلاب الكوريين الراغبين بدراسة اللغة العربية في معاهد اللغة العربية لغير الناطقين بها، وتحفيزهم، وخاصةً في جامعة الملك سعود، وتنظيم أيام وأسابيع علمية وندوات، والمشاركة في المعارض والمهرجانات الوطنية الثقافية في البلدين، وتنظيم ملتقى سنوي تشاوري بين مديري الجامعات السعودية والكورية، وتوقيع مذكرات تعاون بين الملحقية والجامعات الكورية بلغت 60 اتفاقية، و اتفاقيات مع كبرى الشركات الكورية الكبرى بلغت 10 اتفاقيات إضافةً إلى توقيع اتفاقيات تجارية واقتصادية مستمرة بين البلدين الصديقين
كما تحدَّث عن الاهتمام بتدريس اللغة العربية في الحامعات الكورية و تنظيم اول ملتقى تشاوري بين الملحقية و رؤساء واساتذة اللغة العربية في الجامعات الكورية وتنظيم اول مسابقة في الالقاء باللغة العربية بين الطلبة الكوريين بجاتب الاهتمام ايضا بالترجمة للروايات والكتب الأدبية المختلفة، وإقامة المعارض التشكيلية والصور الفوتوغرافية ومعارض الخط العربي، ومشاركة الملحَقية في عدة ملتقيات ومؤتمرات ثقافية داخل كوريا .
وأبرز الأنشطة الثقافية إختيار المملكة ضيف شرف في معرض سيؤل الدولي للكتاب واختيار كوريا الجنوبية ضيف شرف في المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) عام 2012م تزامنا مع الاحتفال بمرور 50 عاما على تكوين العلاقات الدبلوماسية بين البلدين
وتطرَّق في ختام المحاضرة إلى التشابه الكبير بين البلدين في العادات الاجتماعية المتعلِّقة بالمرأة، حيث ترفض المرأة الكورية مصافحة الأجنبي وتكتفي بالتحية المعتادة، كما يوجد تشابه في كثير من العادات والتقاليد بشكلٍ عام كاحترام كبار السن وقوة الترابط الأسري.