د. الخريف في مجلس الجاسر: السعودية تقدِّم ثلث البحوث العلمية في الوطن العربي
طالبَ الدكتور رشود بن محمد الخريف -عميد البحث العلمي بجامعة الملك سعود- بـمَنْح البحث العلمي أولوية وطنية لدى صُنَّاع القرار بالدول العربية، ورَفْع جودته، وزيادة أثره في المجتمع، وتقليص النشر المتدنِّي الجودة، ورَفْع مستويات التميُّز البحثي في دوريات النُّخبة، والتركيز على سياسات الشراكات والتعاون البحثي مع الباحثين المتميزين العالميين على المستوى البرامجي من أجل نقل الخبرات والانضمام للبرامج البحثية الدولية ذات الجودة العالية، جاء ذلك في محاضرةٍ ألقاها في مجلس حمد الجاسر يوم السبت 11 جمادى الأولى 1437هـ الموافق 20 شباط (فبراير) 2016م بعنوان "البحث العلمي في الدول والجامعات العربية بين الواقع والتطلُّعات"، وأدارها معالي الدكتور حمد آل الشيخ.
وأشار المحاضر إلى أنَّ المملكة تقدِّم ثلث البحوث العلمية في الوطن العربي، وأن قَطَر تتصدَّر الدول العربية في معدَّل الإنفاق على البحث العلمي نسبةً إلى إجمالي ناتجها المحلي، وساعدتها في ذلك شراكتها العالمية وقلة عدد سكانها، حيث يصل معدل إنفاقها على البحث العلمي 2.7% من إجمالي ناتجها المحلي، وفي السعودية يصل المعدل إلى 1% من إجمالي ناتجها المحلي، ولا تكاد تُذكَر النسبة لدى أغلب الدول العربية التي تذيِّلها السودان.
وأشاد المحاضر بإنشاء صندوق لدعم البحث العلمي في الأسبوع الماضي، وهذا سيعزِّز الإنفاق على البحث العلمي بشكلٍ أفضل، وقال إن الابتكار هو سر الريادة الاقتصادية لأمريكا وأوروبا الغربية واليابان وكوريا الجنوبية، وأساس قوَّتها التنافسية في الاقتصاد العالمي هو ثلاثية (رأس المال، والعمل، والابتكار).
وأوضحَ أن النشر العلمي هو الطريقة المثلى لعرض مُخرَجات البحث العلمي، وهو إحدى ركائز التحول إلى اقتصاد المعرفة، مشيرًا إلى أن أوعية النشر العالمية توفِّر مصدرًا موحَّدًا وموثوقًا من المعلومات عن النشر العلمي على المستوى العالمي، وتُعَدُّ مؤشرًا أساسيًّا يعكس حجم البحث العلمي وجودته وأثره، وجودة الأبحاث المحكَّمة هي مؤشِّر التقدم في النشاط العلمي والبحثي، سواءً أكانت على مستوى الفرد أم المؤسسة أم الدولة، مطالبًا بقواعد بيانات ترصد النشر العلمي باللغة العربية.
وأوضح أن حجم النشر العلمي في الدول العربية لا يتناسب مع ما يتوفر لها من موارد وإمكانات بشرية ومادية، وأن الحاجة ماسَّة لتشخيص وَضْع البحث العلمي في الدول العربية وتحديد التحدِّيات التي تواجهه، وهناك حاجة ملحَّة للتقويم الدوري لحجم النشر العلمي والبحثي وجودته وأثره على مستوى الجامعات والدول العربية، وتصميم سياسات واستراتيجيات وإجراءات لتجسير الفجوات، وتبنِّي برامج فاعلة للنهوض بالبحث العلمي في الدول العربية، مؤكدًا أنه على الرغم من الجهود المبذولة للنهوض في هذا السبيل إلا أنها جهود متفرِّقة تفتقر إلى التنسيق والتكامل.