اللسانيات التطبيقية: تعريفها ومجالاتها
تحدَّث الدكتور محمود إسماعيل صالح -أستاذ اللسانيات التطبيقية بجامعة الملك سعود- عن المجالات الرئيسة في اللسانيات التطبيقية، وهي تعلُّم اللغات وتعليمها، وعلاج أمراض النطق والكلام، والتخطيط اللغوي، وصناعة المعاجم، ودراسات الترجمة، ولسانيات المدوَّنات اللغوية، وقال إن اللسانيات التطبيقية هي مجموعة من الدراسات التي ترتبط بعلوم اللغة النظرية والوصفية من جهة، وبعض العلوم الأخرى (مثل علم اللغة النفسي، والتربية، وعلم اللغة الاجتماعي، وعلوم الحاسب... وغيرها) من جهة أخرى، بهدف التعامل مع القضايا العَمَلية في مجالات الحياة المختلفة. جاء ذلك في محاضرةٍ ألقاها في مجلس حمد الجاسر يوم السبت 20 ربيع الآخِر 1437هـ، وأدارها الدكتور محمد الهدلق.
وأشار المحاضر إلى أن تطوير تعلُّم اللغات وتعليمها يكمن في تطوير طرائق تعليمها، وتقويم الأداء اللغوي، وتقويم الاستعداد، واستخدام الـمُعِيْنات، بما في ذلك التعليم باستخدام الحاسوب والتلفاز، والتخطيط للمناهج والبرامج اللغوية وتقويمها، وإعداد المواد التعليمية وتقويمها، والتدريب العملي لمعلِّمي اللغات. مؤكدًا وجود علوم مسانِدة لذلك وهي علم اللغة النفسي (اكتساب اللغة الأولى والثانية والعوامل المساعدة له، وفهم اللغة وإنتاجها)؛ واللسانيات العصبية (لدراسة الجوانب الفسيولوجية للُّغة)، والتحليل التقابُلي للُّغات، وتحليل الأخطاء اللغوية.
ثم تحدَّث عن السياسات اللغوية والتخطيط اللغوي في اختيار اللغات الرسمية وتعميمها على شتَّى المستويات (كالتعريب)، والتعامل مع اللغات واللهجات الأخرى المتنافسة للتعامل مع مظاهر التعدُّد اللغوي واللهجي والازدواج اللغوي، وتنمية اللغة مثل وضع المصطلحات الجديدة، وتطوير نُظُم الكتابة أو تغييرها، ومحو الأمية. كما تحدَّث عن صناعة المعاجم التي منها أحادية اللغة (ألفاظ، ومعانٍ، وموضوعات..) ومنها ثنائية اللغة (لأغراض مختلفة: فهم، تعبير، ترجمة)، ومنها معاجم تخصُّصية كمعاجم المصطلحات (بما في ذلك المصطلحات الآلية)، مشيرًا إلى أهمية العلوم المسانِدة لها مثل علم الدلالة ولسانيات المدوَّنات اللغوية.
ثم تحدَّث عن دراسات الترجمة، من نظريات الترجمة واتجاهاتها، وأساليب تقويم الأعمال المترجَمة، وتدريب المترجمين، واستخدام التقنية في الترجمة (الآلية، الشبكة العنكبوتية، بنوك المصطلحات، ذاكرات الترجمة.. إلخ).
وفي ختام المحاضرة تحدَّث عن لسانيات المدوَّنات اللغوية من اختيار النصوص اللغوية (الشفوية والمكتوبة)، وتخزينها حاسوبيًّا، وتعليمها ووَسْمها (يدويًّا وآليًّا)، واستخراج المعلومات اللغوية (تبعًا لمعايير مختلفة، مثل الألفاظ من فئة معيَّنة مع ترتيبها)، وإعداد الكشَّافات السياقية (الألفاظ ومُصاحِباتها أو السياقات اللفظية الأخرى).
ثم فُتح المجال للمداخلات التي أَثْرَت المحاضرة، والأسئلة التي تفضَّل المحاضر بالردِّ عليها.