ملامح من العلاقات بين الغرب والعالم الإسلامي عبر العصور
تحدَّث الداعية الإسلامي الدكتور أحمد بن يوسف الدعيج عن طبيعة العلاقات بين الشرق والغرب وأنها لم تكن ودِّية على مرِّ العصور والحضارات المتتالية منذ الفتوحات الإسلامية وإلى اليوم، والتي مرَّت بها الأمة بمراحل ضعف ومراحل قوة، مستعرضًا طبيعة العلاقات في كلتا حالتَي الضعف والقوة للأمة. جاء ذلك في محاضرةٍ ألقاها في مجلس حمد الجاسر يوم السبت 25 محرم 1437هـ الموافق 7 تشرين الثاني (نوفمبر) 2015م، وأدارها الدكتور عبدالعزيز الهلابي. وأشار إلى أن الإمبراطورية الرومانية البيزنطية -وعاصمتها "القسطنطينة" (اسطنبول حاليًّا)- بقيت سيدة العالم الغربي في عصرها قبل الفتوح الإسلامية، واستولت على الشام ومصر والمغرب العربي وغيرها، حتى سارت جيوش المسلمين ففتحت تلك البلاد، مؤكِّدًا أن الجهاد أمرٌ عظيم إذا ما التزم بالشروط التي حدَّدها الفقهاء، فهو يتطلَّب موافقة ولاة الأمور، والدولة هي التي تقدِّر المصلحة العامة. واستعرض د. الدعيج ما مرَّت به الأمة الإسلامية من مرحلة ضعف بعد وفاة يزيد بن معاوية، وكيف استعاد عبدالملك بن مروان للأمة مكانتها، وأوضح أن الأمة دخلت في صراعات قوية مع الغرب إذ تحدُث تعدِّيات من دول الغرب كلَّما ضعفت الدولة الإسلامية. ثم تحدَّث عن مكانة الأمة في عهد هارون الرشيد وحروبه مع البيزنطيين حتى كسر شوكتهم، ثم عن عهد المأمون والمعتصم الذي حقَّق انتصارًا كبيرًا في عمورية، وتطرَّق إلى تاريخ الدولة الفاطمية، ثم مجيء الناصر صلاح الدين الأيوبي الذي انتصر على الصليبيين انتصارًا كبيرًا. بعدئذٍ أثنى على الدولة العثمانية التي فرضت قوتها ونفوذها في العالم. وبيَّن أن التجارة لم تتوقَّف حتى في أشدِّ الحروب بين الشرق والغرب. وفي ختام المحاضرة شدَّد على ضرورة الاعتزاز بالدِّيْن الإسلامي وأنه مصدر قوَّتنا عبر مراحل التاريخ.