الأوبئة بين الماضي والحاضر

ألقى الدكتور قيس حداد –استشاري الأمراض المعدية ومكافحة العدوى- محاضرة في مجلس حمد الجاسر بعنوان: الأوبئة بين الماضي والحاضر" تحدَّث فيها عن أسوأ عشرة أوبئة في التاريخ كيف بدأت وكيفية الوقاية منها ومعالجتها، كالطاعون الأسود، الانفلونزا الإسبانية، الكوليرا، الجدري، السفلس، التيفوس، الملاريا، الدرن، التهابات الأمعاء، مرض نقص المناعة، ميرس – كورونا، ايبولا، وشلل الأطفال، وأدار المحاضرة الدكتور حسين الفريحي وذلك يوم السبت 10 رمضان 1436هـ. وبدأ بالحديث عن الطاعون ومسلة حامورابي عام 1754 سنة قبل الميلاد الذي سنّ أو تشريعات قانونية لممارسة الأطباء والصحة العامة، وأبوقراط من 380-460 سنة قبل الميلاد أبو الطب العربي الذي وصف العديد من الأمراض المعدية وأهمية المعيشة في مكان نظيف مع التركيز على نوع من مياه الشرب. وأشار إلى أن "أدوار جين" هو أو من اكتشف تطعيم الجدري و"أنتوني لوينهوك" أول من اكتشف البكتريا، و"جون سنو" مكتشف سبب انتشار الكوليرا في لندن، و"أدون جادوك" أول من قد تقريرًا مفصلاً عن صحة العاملين في بريطانيا، و"روبرت كوخ" 1843- 1910 هو مكتشف الكوليرا، الدرن والانثراكس، و"لويس باستير" 1822-1895 قدّم أول تطعيم ضد داء الكلاب وقتل الجراثيم بالبسترة. وقد ذكر شكسبير في رواياته الطاعون الرئوي، والتدرن، والجدري، والتيفوس، والملاريا. وأوضح بأن أول جائحة في التأريخ مثبتة علمياً حدثت البيلوبونيسيان بين اليونانيين والاسبارط في أثينا – 430 سنة قبلة الميلاد، وقتلت الجائحة ربع الجيش الاثيني وثلثي شعب أثينا، وقال أن بعد عودة الجيش الروماني من معارك في الشرق الأوسط جلبوا معهم ما يُعتقد أنه الجدري طاعون "أنتونين" 165- إلى 180 بعد الميلاد حيث قضى الوباء على معظم سكان روما وكان يقتل 5000 يوميًا وقضى الوباء على آخر عظماء الامبراطورية ماركوس انتونييوس. واستعرض أوبئة الكوليرا منذ 1817- 2015م حيث جاءت 7 جائحات على الأقل أصابت العالم في القرنين الماضيين، وأول ستة منهم قتلت الملايين في آسيا، مشيرًا إلى أن تحسين طرق الوقاية والعلاج قللت من حدوث المرض كما وقللت الوفيات إلى أقل من 1%، وقال إن سبب ضمة الكوليرا تسبب تأثيرًا حادًا على غشاء الأمعاء مما يؤدي إلى فقدان سوائل بسبب الاسهال الشديد، وقال بإن "جون سنو" أول مؤسس لعلم الأوبئة في العصر الحديث، حيث تحدّث عن أبحاثه في لندن، ووقائية كوليرا لندن، كما تحدث عن الوباء في تسعينات القرن الماضي حيث تلاشى وتقلّص بشكل كبير، وقال بأنه من المستحيل أن تنتشر تلك الأوبئة في الرياض نظراً للاهتمام بالنظافة.