«الأمن الفكري» مشروع يحتاج حراسة من الاختراق
أوضح اللواء الدكتور علي بن فايز الجحني بأن الأمن الفكري التزامٌ واعتدال ووسطية وشعور بالانتماء إلى ثقافة الأمة وقيمها في إطار الثوابت الأساسية والمقاصد المعتبرة والحقوق المشروعة المنبثقة من الإسلام عقيدة وشريعة وحياة، وهو حجر الزاوية في سلوك الأفراد وأمنهم. وقال: إن ما تقوم به الجماعات الإرهابية ناجمٌ عن انحرافٍ فكري في السلوك أخرجهم على قيم وضوابط المجتمع، جاء ذلك في محاضرة بعنوان: تأصيل الأمن لفكري" ألقاها في مجلس حمد الجاسر صباح السبت وأدارها الدكتور عز الدين موسى.
وتحدث عن وسائل التحصين الفكري وأبرزها الاهتمام بالتعليم والمؤسسات الدينية، وتعميق المسؤولية الشخصية والاجتماعية، والتحذير من ثقافة الإحباط، وإظهار وسطية الإسلام وتسامحه واعتداله.
وأشار إلى أن أسباب الانحراف الفكري جاء من عدم الفقه في الدين والتشدد والتنطع والابتعاد عن العلماء الثقات والتقليل من شأنهم.
وأكد: بأن فلسفة الأمن الفكري (الحصانة الفكرية) تدور حول ضرورة حماية فكر الإنسان وعقله، لأنه متى ما كان الإنسان معتدلاً في تفكيره متوازناً في تصرفاته متبعاً لمنهج الوسطية غير مغال أو مجاف استطاع أن يكون منسجماً مع ذاته ومع الآخرين. مبينا أن الأمن الفكري حماية للمصالح المعتبرة (الضرورات الخمس) والوحدة الوطنية، وأن ترسيخه يحقق للأمة أعظم ضرورات الحياة (الدين والنفس والعقل والعرض والمال وحماية الأمة)، التي لا يمكن أن تعيش دون المحافظة عليها وصونها. كما أن الضرر الناتج عن الإخلال بالأمن الفكري يتعدى إلى كل شرائح المجتمع، ويؤدي إلى اختلال الأمن. لذلك فإن الأمن الفكري مشروع أمة يحتاج إلى حراسته وحمايته من الاختراق.
ووصف الإرهابي بأنه عدواني ومريض بحاجة إلى علاج. واقترح إنشاء مراكز يمكن أن تسمى مراكز (رعاية الفكر) على النطاق الاجتماعي وتكون مرتبطة بالمؤسسات الدينية المختصة. وطالب أئمة المساجد ورجال التعليم والإعلام العمل وفق استراتيجية شاملة تتركز على تعزيز الشعور بالانتماء وحب الوطن، ونبذ التعصب الممقوت الذي يهدد تماسك المجتمع.